بحث هذه المدونة الإلكترونية

2012/03/27

وللتاريخ في ناسه شؤون


سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة ، وهذا ليس حلاَ لأحد أسئلة برنامج من سيخسر المليون ، أو برنامج حظّك يا أبو الحظوظ للفنان الراحل نهاد قلعي ، فالإسم هو أقلّ شهرة حتى من شتربة الثور الأحمق وصديقه بندبة ، فكيف لو أردنا مقارنته بكليلة أو دمنة .
أمّا المنصور الأكثر شهرة من سفيان بن معاوية ، فقد كان ابن معاوية والي المنصور  على البصرة ، والمنصور هو أمير المؤمنين المنصور من الله، أي هو الخليفة العباسي الرابع الذي حكم ثلاثة أرباع العالم ودرسونا إياه في مدارسنا كما درسونا الوحدة والحرية والإشتراكية  والرسالة الخالدة، ولم يبقى في أذهاننا لا منه ولا من القومية إلا أصوات السكاكين والسيوف الأخوية والتكبير
عبد الله بن المقفع يعرفه صغيرنا وكبيرنا وقلة من لم تسمع  به أو بأبطاله المذكورين أعلاه من الحيوانات الأليفة وغير الإنسانية
ألف ومئتان من السنوات مرّت، ومرّ معها الكثير من أمثال سفيان وخليفته ، ومحت السنين أسماءهم المكتوبة على رمال التاريخ
وما زال ابن المقفع يشع بأحرف من نور العلم والمعرفة والحكمة في قلوب و عقول الصغار قبل الكبار
يقول التاريخ الذي كتبه أصحاب سفيان والمنصور، إن المنصور طلب من سفيان (رضوان الله عليهما ) أن يخلصه من هذا الزنديق الكافر المارق ، وكان له ما أراد ، قبض عليه وأمر أن يصنع له تنّور في  قصر الوالي ، والتنور ليس لباس يلبسه الذكور أي ليس مذكر للتنورة التي ترتديها النساء
فالتنور ما يُخبَز فيه الخبز والطعام ، إذاً أمر سفيان بتنور ، ثم أمر بابن المقفع ، فقُطِّعت أطرافه عضواً عضواً وهو يلقيها في التنور (هو أي سفيان رضي الله عليه وعنه ) منتشياً طرباً لهذا الفعل  متأكداً من دخوله الجنة من أوسع أبوابها ... وهكذا حتى أتى على جسده كلّه في التنّور
أبقى لنا التاريخ  عبدالله بن المقفع واحترق سفيان لولا إحيائي له الآن فسبحان من يحيي العظام وهي رماد
بقي في عقولنا شتربة وكليلة ودمنة وبقي صانعهما ابن المقفع ، ومحت غبار الزمن المنصور وواليه على البصرة سفيان بن معاوية. 
وللحرق متعة لا يشعر بها إلا أولياء الله ومنصوروه
وللتاريخ في ناسه شؤون
وكذبو عليي بالتاريخ وطلعت الكذبة فيي