بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/02/09

يا نصيب

عندما مللت من الغربة خارج الوطن وغرقني الحنين لغربة لا فكاك منها , لملمت أحزاني الأكثر أهمية لأن حقائب الذاكرة المنهكة اهترأت من كثرة الإستخدام ، ولأن الفرح لا مكان له في حقائب المولودين بين المائين ، ولم أكن أصدق أنني سأغادر هذه الغربة لأن كل من حولي لا يريدون أن يصدقوا ولكل أسبابه بعدم تصديق الخبر ، فالإنسان كائن انتفاعي ، وكذلك عند الوصول إلى الغربة الأصيلة أو الأصلية كان الوضع مشابهاَ تماما لما تركت ولنفس الأسباب أيضاَ 
أسير في الشوارع  وأشعر أنني أعرف كل شيء ويعرفني كل شيء وأحيانا لا أعرف شيئا ولا شيء يعرفني ، أبحلق في  كل شيء وكل شيء يبحلق بي ، فأحاول اكتشاف الأشياء لأصل إلى اكتشاف نفسي ، فالأماكن والأشياء والأشخاص بلا شكل ولا ملامح ولا صوت ولا طعم ، أو ربما كنت أنا أحاول أن أحب كل شيء حولي ليس لأجل صوته أو شكله أو لونه او جنسه ، ربما كنت أحاول أن أغفو على  مخدة حلم  من أحلام يقظتي التي لا تنتهي ، ولكن صوتاَ واحدا أيقظني من كل الأحلام ومن كل الأوهام  ليذكرني بالمثل القائل : (مرجوع الكلب لدكان القصاب ) .
وكان الصوت ما يزال يهدر : اليوم السحيييييييييييييييييييييييييب ..... يااااااااااااااااااااا نصيب
وعرفت حينها أن اليوم هو الثلاثاء وأنني في الوطن الذي أحلم به فلا حاجة للحلم بعد وكان في المدى المجدي لسمعي ترتفع الأوركسترا لأكثر من عازف : يا نصيب ...... اليوم السحب
فسحبت نفسي راجعا إلى نفسي هاربا من نفسي