بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/10/30

نحو مجمع لغة عربية أكثر شعبية

من القراءات العديدة يبقى في ذاكرتنا أشياء جميلة لبعض الكتب ، وبما أن مواطن بين الماءين قليلاً ما يجد ما يستمتع به ، فيترك هذه الكتب على رف قريب إليه لسهولة اللجوء إليها في حالات القحط  المسيطرة على معظم أزمنتنا
من هذه الكتب رواية للكاتب السعودي المرحوم الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي تعبر عن الوضع العام من المحيط إلى الخليج  وأكثر ما يعبر عنها هو الإسم الذي أطلقه صاحبها عليها ، حيث أن بعد الواقع القائم البعيد كل البعد عن أي منطق لا يشبه إلا مكاناً لتجع المجانين فأطلق على روايته اسم العصفورية
تتناول الرواية صنم مجمعات اللغة العربية المنتشرة بين المائين والتي غرقت منذ إنشائها في معاجم وقواميس تعود لمئات السنين عاجزة  عن إضافة كلمة واحدة لقاموس اللغة ، ومما يذكره الكاتب في روايته هو اختلاف تلك المجمعات على كلمة يمكن إطلاقها على التلفزيون
باختصار
أدعو المجتمع  الإفتراضي اليوم إلى إنشاء ما يمكن أن يستنبط ويضيف لهذه اللغة الجديد والمتجدد يومياً  حيث نستيقظ يومياً على أشياء حديثة لم نكن نعرفها قبل أن  نلجأ إلى احلامنا قبل ساعات
ما رأيكم أن نبدأ  من لآن  ، ونربط الأحزمة قبل الإقلاع .... اربطو الأحزمة
المتة : ليست بحاجة لتعريف هي اليوم  متواجدة في كل مكان وزمان  ولها طقوسها الخاصة وعاداتها وتقاليدها في كل منطقة من سوريا  والدعوة لشرب كؤؤس من المتتة تَستخدم مصطلحات متعددة تختلف باختلاف المكان فتسمع : تعال نمتّت ،،، شو رأيك نروح نعملنا ضرب ( متة طبعاً  مو يروح فكركون لبعيد) .   .... الخ
ما هو الفعل الأكثر قربا للتعبير عن شرب المتة بحيث نختصر الكلمتين (شرب المتتة) بكلمة واحدة , كما نقول (تَقِهوى ) أي شرب القهوة وهل كلمة متة جمع أم مفرد وما هي صيغة الماضي والمضارع والأمر لفعل شرب المتة

2010/10/27

رثاء شيء كان ولم يكن



 دائماً له وقع مختلف وطعم مختلف متى كان زمانه وأين كان مكانه .... الموت 
 ودائما يكون بطرق مبتكرة خاصة إذا كان مكانه بين الماءين ،وزمانه  زمان النباح  والعواء والخواء , وحتى الموت الإلكتروني على الطريقة العربية
 أخوية ، لم تكن مكان لتجمع آرائنا وأفكارنا , كانت بديلاً لوطن 
 ابتعدنا عنه وبقينا عالقين في رماله المتحركة , بكبسة زر  أرى 
 بردى وأشم رائحة النعناع البري على ضفاف العاصي ,أسمع 
 الأوف من فلاحة ,أداعب ورق أيلول ,وأجلس في قهوة عالمفرق, 
 أراقب العشاق الذين احتلوا  مقاعدنا  فيها بعد أن نسِيَنا الزمان في 
آخر محطاته ، كانت أخوية صباحاتنا التي يتكتك فيها العصفور كل
 يوم رغم أنني كنت أطوّل سهرتي هناك , ولكن شيء ما يدفعني للإستيقاظ باكراً , لأقول  صباح الخير يا شام
بدلاً لغربة مشبعة بالنفط والغبار والخواء , جرعة من أكسير الأمل والفرح أرتشفها ساعة أشاء بكبسة زر , اختفت على الطريقة العربية   
ولكن  الدماء التي انتشرت لم تكن دماء القتيل , كانت دماء من نوع آخر ودموع  من نوع آخر أيضا .
صعب هو الموت , وأصعب منه الموت الجماعي . حتى ولو كان
الموت الإلكتروني , وحتى ولو كان القتلى من أمة احترفت القتل
 بأبشع أشكاله وبدون أسباب

أخوية لم تكن عالماً افتراضياً ؟؟؟؟!!!!! 
كانت عالماً  جميلا و بديلا لما نريد أن يكون وطن لنا 
 أخوية كانت مدرسة للحب والحوار والحياة ، تعلمت فيها ولم أتخرج منها ,لأن من يدخل أخوية يبقى طالباً رغم كل شيء , لأنه يتعلم في كل لحظة يدخل إليها
فجأة لحقت أخوية بكل  شيء فقدناه في أمة لم يتعود أبناؤها على 
التحكم بعواطفهم عندما يفقدون الأشياء الرخيصة , بعد أن فقدوا
 كل الأشياء الغالية
مشكور كل من ساهم بولادة أخوية  , وكل من ساهم بوجودها 
وتطورها , ومشكور كل من ساهم بقتلها وقتلنا  , لأننا تعودنا على 
الموت بكل أساليبه الحضارية والعربية , وتعودنا قتل الأفكار 
 والمشاعر
 ولا أستطيع إلا أن أقول كما قال شاعرنا الكبير بشارة الخوري

يا أمة غدت الذئاب تسوسها

غرقت سفينتها فأين رئيسها
غرقت فليس هناك غير حطائم
يبكي مؤبنها ويضحك سوسها
وما زلت بانتظار أن تولد أخوية من رمادهه كطائر الفينيق ربما هو حلم جماعي كالقتل الجماعي والموت الجماعي ، لا يحق لنا أن نحلم ، ربما نعم ، لأنه حتى اللحظة لم يشرع القانون مصادرة الأحلام  ولم يمنعها
أظن ذلك

؟؟؟؟؟؟



هل جربت الحب وسط عاصفة من الحقد
هل جربت الإبتسامة في لحظة حزن عميق
وهل استطعت أن تضحك وأنت تصارع الموت
هل سبق وأن أطلق أحدهم كلمة حب باتجاهك كادت تفجر الدم داخل الرأس
وهل دفعت فاتورة شوق وحنين بعضاً من دقات قلبك حتى كادت تنتهي المسرحية
؟؟؟
؟؟؟؟؟
؟؟؟
؟

2010/10/19

السمكة تحمل رائحة البحر حتى وهي في شباك الصيادين

أراد الطبيب أن يرتاح من طلاسم الأجهزة الألكترونية التي لم تستطع أن توصله إلى اليقين ، تنقلت عيناه بين الوجوه المتلهفة لالتقاط الحروف من فمه ، ازدادت حيرته
- من أين أنتم ؟؟؟؟
تفاجأ الشباب بالسؤال وهم ينتظرون منه جواباً ، فعلت ضحكاتهم في غرفة العناية المشددة
ضحكت ، ضحك الطبيب , وعندما سمع أحدنا يقول
- مبيّنة .... مبيّينة ... بشرفك هذا سؤال يادكتور . ولكن الدكتور قاطعه
-مبيّنة من سوريا مبيّنة , ولكن لكل واحد منكم ملامحه الخاصة ولهجته الخاصة وحتى سخريته الخاصة , وأنا أحاول أن أبحث عمّا يجمعكم
- الغربة و العناية المشددة ......تجمعاننا 

والوطن يفرقنا
(قال الذي التفّت عليه شباك الموت في المنفى
: السّمكة ... وهي في شباك الصّيّادين
تظلٌّ تحمل رائحة البحر .  
مريد البرغوثي )

: لماذا تمضي وحيداً أيها الموت
- الضحكة تزعجني
والفرح يرعبني
وأمّا الإبتسامة الساخرة
فتحرق أجنحتي وترميني من أعالي السماء
هل وقفت يوماً على الحد الفاصل بين الحياة وبين الموت
وهل أطلق أحدهم أغنية باتجاهك فكادت تصيب فيك مقتلاً في القلب
وهل وقفت وجهاً لوجه أمام إله الموت
وهل حاولت أن تتخلص منه بابتسامة أم احتجت لضحكة مجنون
هل دخل الناس يوماً في جدل يخصك وحالك حال المتنبي الذي قال
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
ما هو شعورك لو خرجت قائزاً في معركة مع آلهة الموت , وهل تذكرت وأنت في غمرة فرحك ، بأنك لابد أن تخسر معركة واحدة قادمة ، وماذا قدم لك هذا الإنتصار المؤقت
بماذا فكرت في اللحظة الحرجة ، وماذا كنت تتمنّى أن يحدث
هل خضت تجربة مشابهة
ما رأيك أن ننتقل مباشرة إلى العناية المشددة
ممنوع حتى الهمس وحتي تحريك الأصابع بل تحريك العيون في محاجرها