بحث هذه المدونة الإلكترونية

2017/10/27

نعم نستحق

لنهرب قليلاً من لسعات الشمس الحارقة ، خرجنا إلى العمل قبل العصافير ، وربما لأن تحصيل لقمة العيش بالنسبة لنا أصعب منها لذلك علينا أن نجتهد قبلها ، ونحن على الطريق السريع ، حيث كل شيء هنا مصاب بداء السرعة المزمن وبالرغم من ذلك كل شيء يسير القهقرى .
نظر زميلي إليّ وكأنه يقول
- سمعت هل يعجبك ذلك ؟!! 
تجاهلت السؤال , فرماني بنظرة غاضبة وحاول أن يتبعها بشيء آخر فقاطعته هزّة خفيفة من رأسي وابتسامة ولا أمّرّ منها  
- يستحقون.
رميتها هكذا وكأنني لم أسمع بالخبر الذي نقله الراديو
فجاءني السؤال الغاضب
- كأنك لم تسمع
_ سمعت
كلمة واحدة كأن الذي قالها لفظ آخر ماعنده
- سمعت!؟ تقول سمعت و وماالذي سمعت؟سمعت ما قالته الإذاعة؟
وكادت هزة الرأس الموافقة على سؤاله أن تخرجه عن طوره وتخرج السيارة عن طورها ، ولا أدري مالذي أنقذنا ، وهل وقفت السيارة من تلقاء نفسها أم أن زميلي أوقفها ، وبدلا من التفكير بما كان سيحصل لنا ، انفجر في وجهي وكأنني أنا من أصدرت أوامري بالجلد أو من قمت بتنفيذ الأمر ، وضغط على زناد لسانه

- ولكنهما طبيبان الا تعلم ماذا يعني طبيبان
- يعني أنهما بشر 
- كيف ؟
- لكل إنسان مهمة في الحياة عليه أن يتقنها بأمانة مهما كانت نوع مهنته ، 
_ هل تصدق ما تقوله الرواية ، كذب إنهم يريدون تشويه سمعتنا نحن المصريين
_ وماا يغير تصديقي للرواية من عدمه
_ كيف تصدق بأن طبيبا يفعل ما يتهمونه به
_ لست بصدد أن أصدق أو لا أصدق مايقال
ولكنك تقول بأنهم يستحقون الجلد
نعم يا صديقي ، قلت متابعاً ، وأنا وأنت نستحقه ،هل تظن يا صديقي لو وقف الطبيبان ووقفت أنت وأنا في وجه الظلم ، في وجه الظلم واللظلام الذين لم يتركوا لنا من خيرات بلدنا إلاّ ما يسد الرمق
انتقلت عدوى الإبتسامة البلهاء من وجهي إلى وجهه ، وحاول إعادة السيارة إلى الطريق وهو يهز رأسه  في حين هربت من بين شفتيه الكلمات ..

نعم نستحق كلنا نستحق الجلد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق