بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/12/26

تلاعب لفظي


هما والصباح الجديد وباب الدكان، ولجاه بالتتالي والثاني يراقب الطريق
نظر البائع إليهما ، منظرهما أصابه بيخبة أمل من استفتاحية مباركة
-          الجزية . قال له أحدهما ، لم  يفهم  ،  حدق في وجه المتحدث ببلاهة
-          ماذا قلت ، لم أفهم ماذا تقصد .... ربما ظن أن الجزية مادة جديدة انتشرت في الفجر الجديد
-          الجزية . ردد ثانية 
-          لا يوجد عندي
-          كيف لا يوجد ، نحن ندفع دماءنا وعليكم أن تدفعوا الجزية ، لأنه علينا أن نشتري السلاح
-          عفواُ ولكنني لوهلة ظننتكم تطلبون الحرية وليس الجزية ، ربما التبست علي الأحرف فرأيت نقاطاً  على بعض الحروف غير موجودة  فقرأت الجزية الحرية اعذروني هما نقطتان فقط لا تستحقان أن نقف عندها
-          وسافر في الزمن أربعة عشر قرناً إلى الوراء ، فرأى فرساناً يكتسحون السهول ويحرقون البيوت ويَسبون النساء

2011/12/11

كذبة بيضا








- بابا هل الفينيق  حقيقة .
سؤال  بحجم الوطن الذي  يحوله أبناؤه إلى رماد
 تطلّع الأب إلى الرماد المتطاير حوله ، حتى روحه تكاد تصبح هباء ، لا يصدق ما يراه أو لا يريد تصديق حواسه ، وكف الصغيره تنهره بانتظار الجواب
حاول أن يبتسم أمام صغيره ،ليزيد من جرعة الإقناع
- نعم يابني حدثت وما تزال تحدث .
واغرورقت عينا الأب بالدموع واختلط الصور في رأسه ، رماد رماد ، أكوام من الرماد تقذفها الريح باتجاه الشمس ، أجنحة تصارع الرياح والرماد ، ويعلن صوت الصغير نهاية الحلم
_ وكيف يتحول الطائر من الرمادي إلى الأبيض




2011/12/07

الحلم الصعب

البارحة ليلاَ أو اليوم صباحاً وأنا أبحث عن فراشة في حمم بركان ، عن  عن خبر  ليس مفرحاً , بل عن خبر غير محزن تحمله لي الشبكة العنكبوتية ، وإذ  بأحدهم يفتح علي الرسائل على الفيس بوك ، نظرت إلى الإسم ، لم أتذكر أنني أعرفه من قبل ، قلت ربما كان من المعجبين بأحد جنونياتي  وهلوساتي وطلب الإنضمام إلى صفحتي ، فلبيته  ، فللجنون  عصره وزمانه ، وهذا عصره وجنونه ، سلّم عليّ فرددت بأحسن منه ،  أحسست بارتباكه فبادرت بالسؤال : من أين أنت . فقال : حمص . قلت أنا  من حماة . سأني عن اسمي  الحقيقي 
قلت له اسمي كما قرأته يا صديقي كنت مجنونا بسوريا فصرت مجنوناً عليها لم يعد الإسم له معنى ولا للدين ولا للمذهب إن كنت تريد أن تعرف ديني أومذهبي  لقد بعتها جميعاً الأنا والمذهب والدين كلها رميتها في سوق الحرامية يا سيدي ، لقد علّمني صديقي زوربا أن أقتلع من جسدي كل عضو  لا يساهم في تحرير الجسد والروح والعقل....أحسست أنني طعنت روحه المعذبة فقلت :كيف حمصنا اليوم هل تحسّنت عن البارحة . , فقال : رغم أنني في حمص الآن ولكن ما يعذبني أن  حلمي كله  الآن هو محاولة وصول إلى البلكون

2011/11/27

"الثورة " ترفع قيمة الإنسان

بعد أن تطور الثوار وبالتالي تطورت الثورة ، وبما أن العلاقة عكسية ، أي ان كل تط
ور في الثورة أيضا وأيضاً يؤدي إلى تطور الثوار ، وأول تطوّر في "الثورة السورية " كان حصول "الثوار "على السلاح , مما حول " الثورة " " السلمية " إلى مسلحة ، ولمّا كانت ضرورة تنقّل " الثوار " تقتضي وجود وسيلة نقل ،وهي غير متوفرة لديهم فقد قاموا بقطع الطرق و " وأخذ " السيارات الحكوميةلأحقيتهم فيها كونها ضرورية لهم أكثر ممن يركبونها ، وعندما وجود أ، الحصول عليها بمنتهى السهولة فقد امتهنوا هذا العمل وطوّروا تجارتهم المربحة واستراتيجيتهم الثورية وأضافوا إلى برامجهم الثورية جمع السيارات الخاصة ، حيث كانوا في البداية يأخذون منك السيارة والموبايل وبعض الأموال إذا كنت تحملها ، وبمنتهى الود والحب يقولون لك : خذ ما يلزمك من أغراض واستودعك الله والحمد لله على تركنا إياك تعود لأهلك سالماً .
سأختصر ما كان يتم من مراحل حتى يعيدون لك سيارتك وأنتقل إلى التطور الأخير، حيث ارتفعت قيمة المواطن عندهم فجأة وقاموا باختطاف أحد المواطنين ولأنه أصبح لديهم أغلى من السيارة ، وهذا هو المهم ، فقد أخذوه وقالوا لسيارته : سيري فعين الله ترعاك
وما زلنا بانتظار عودة الأخ شادي على أنغام السيدة فيروز 


ويوم من الأيام ولعت الدني

ناس ضد ناس علقوا بهالدني

وصار القتال يقرب على التلال
والدني دني
وعلقت على اطراف الوادي
شادي ركض يتفرج
خفت وصرت اندهلو
وينك رايح يا شادي
اندهله ما يسمعني
ويبعد يبعد بالوادي
ومن يومتها ما عدت شفته
ضاع شادي

نتمنّى أن يعود علينا شادي  يعود لعائلته وبلدته ووطنه ، قبل أن يأتي الثلج ولا نضطر لإنتظار أن يروح الثلج

2011/10/09

خبز الوطن أطيب

 "في الوطن طعم الخبز أحسن والسماء أرفع والهواء ألطف وأروح، والصوت يرن فيه أوضح، والأرض تتحمل السير أكثر
من ذاكرة لعينة قفزت تلك الجمل ومن مسرحية دائرة الطباشير القوقازية للمسرحي الألماني برتولد بريخت ، وقصة المسرحية يعرفها جيلنا والأجيال الأكبر لأنها كانت تدرّس في المرحلة الإبتدائية ، وما أعادني إليها هو ما يجري اليوم من أحداث في  المكان الذي يكون فيه طعم الخبز أحسن ، والسماء أرفع ،والهواء ألطف وأروح .......
من يستحق أن يحمل العلم الأكبر ..... المعارضة أم الموالاة ... هذا العلم الذي تركناه جميعاً ، معارضون  وموالون ،حتى لوحته الشمس وغطاه غبار الكذب والنفاق ، ووقفنا اليوم نشد به من أطرافه الست ، كل منّا متمسك بأحقيته في رفع العلم ، ويشده باتجاهه .
ماذا لو  رسمنا دائرة بالطباشير ووضعناه في وسطها سيكون مصيره

2011/10/02

حرية



الإنسان يولد حراً , كما يقول جميع العقلاء ,  , شيء مضحك أن يقتنع البني آدم بهذه الكذبة التي كذبها على نفسه وأراد أن يصدقها وصدقها ، وصدّع رؤوسنا بها, وهو مقتنع أنه بني آدم ,أي ابنه لآدم أبي البشر , والذي ارتكب أول معصية عندما حاول الحصول على المعرفة وأكل من شجرة المعرفة ،ومن ثم انسحبت جريمته على بنيه من البني آدميين , لذلك ولدتَ يا أخي من جد جدو لجدو لجدي ، آدم عليه الجريمة الأولى وعليه السلام ، هنا اختلطت علينا الجريمة الأولى بالسلام , فأنت أيها البني آدم المنتهكة خصوصيتك قبل أن تأتي إلى الضوً وأنت تغني :"طلعنا على الضو , طلعنا على الحرية.
وذلك بانتقال جريمة إليك بدون معرفة حتى رأيك فيها
والإنتهاك الثاني لك أنك لا يدٌ لك ولا رأي في قبول المجيء إلى هذا العالم من عدم قبوله أيها المسكين المغلوب على أمرك , وحتى لو كان لديك الرغبة في أن تطل علينا وتؤنس وحشتنا الممتدة ملايين السنين , ولكنك لم تختر لا زمن الإطلالة البهية ولا مكانها , فربما كنت ترغب أن تأتي في القرون الوسطى ,إذا كنت من المستمتيعين والمعجبين بأساليب التعذيب , ولست ممن يحبون الموت بطلقة رصاص أو بإبرة الموت الرحيم, وربما كنت تحب أن يكون موطىء قدمك الأول في العراق أو أفغانستان بدلا من السويد أو السويسرا ,لأنك إنسان تحب الهدوء والسكينة والإيمان بالله بدلا من العيش في بلاد فاسقة فاجرة لاتعرف الله ولا تجله ولا تقتل البشر باسمه ولا تلتزم بأوامره , عز وجل


2011/10/01

الخروج عن المألوف

فرّك عينيه , نظر إلى ساعته , افتر ثغره عن ابتسامة رضا ًبالنفس , حول أن يتذكر كم من الزمن مرّ عليه لم يستيقظ في مثل هذا الوقت  . أوه زمن طويييل . طويل جداً قال محدثاً نفسه وأضاف
 لا أتذكر  كيف اقوم بكل العمليات اللازمة للإنتقال من الفراش إلى العمل

   اعترته الحيرة ولم يعرف ماذا يفعل أولاً
وصل مبنى الشركة وهو يشعر بشعور غريب , كأنّه يسير على هذه الطريق للمرّة الأولى ، لا  الطر يق ، ولا الأبنية ، ولا إشارات المرور أ و أبواق السيارات ،كأنه يرى كل شيء للمرة الأولى
لا أحد في مدخل ناء الشركة إلاّه , احس أن الشركة أصبحت ملكه , لا تزاحم على المصعد الكهربائي ، فتح باب المصعد ودخل ، فاجأته صورته في مرآة المصعد ، حدّق بها ، ضحك
  , رفع يده إلى رأسه وتحسس ما تبقى من شعر عليه , إيه هرهرت يا رجل  قال لنفسه ، عاد به الزمن يوم كان طالباً في الجامعة قبل أن يرمي به الدهر إلى هذه الصحراء , بحثاً عن مستقبله , مر أصدقاؤه وصديقاته في خاطره , توقف مطولاً أمام أحد الوجوه , هرهرت يا رجل قال للوجه المقابل له في المرأة وابتسما معاً , وقال أحدهما للآخر
_ قلت لي ستأتي إلى الخليج لتؤمن مستقبلك هه هه , ها أنت تحاول أن تدوسك عتبة الخمسين , وليس لك لا هنا ولا هناك في وطنك مسند رأس
أنقذه باب المصعد الذي فتح من الحوار الذي كان دائراً بينه وبين صورته في المرآة , واندفع من المصعد خارجاً فوجد نفسه ما يزال في الدور الأرضي , ضحك ساخراً  ، نسيت أن تضغط زر الدور السادس يارجل . قال محدثاً
واستلم السلم العادي باتجاه الدور السادس

2011/09/14

فلتغادر نظيفاً

- ألم تشترٍ بندقية  حتى الآن . سألني مستهزئاً ومستغرباً بشدة وهو يصوب طلقات من عينيه تعادل رشاشاً من الأنواع الدارجة اليوم
   وانتظر أن أُشهر عليه نفس السلاح لنتجاذب أنواع الطلقات , ولكنه فوجىء بابتسامة صفراء وهزات خفيفة من رأسي 
- ولماذا السلاح يا عزيزي , أمثالي لا يحتاجون سلاح  . أجبت
- وإذا هاجمك مجموعة من المسلحين ماذا ستفعل ؟؟؟؟
- ماذا ستفعل أنت لو هاجموك ؟؟؟
- أسحب السلاح وقبل أن يتمكنّوا منّي أقتل بعضهم .
- ولماذا لا  تفكر مثلي في أن تغادر دنياك نظيفاً 

2011/08/20

ليس لي جناحان

ليس لي جناحان
لكنّني  أطير
عيناي تحلقان بي في عنان السماء
لا يمكن أن يعود بي الزمان
ذاكرتي تساعدني بأن ألاعب الفراشات
ليس لدي ذهباً
ولكنني أستطيع أن أحول ما لا يلمع إلى ذهب

2011/07/28

الدخول إلى الوطن

آلاف الأفكار المتقاتلة والمتعاكسة والمتهالكة مرّت بخاطري وأنا أجتاز صحراء العرب باتجاه الشام ، آلاف الأسئلة 
هل مايزال لياسمين الشام نفس العبير ؟؟
وهل ما تزال السما  الزرقا ...... زرقا ؟؟؟؟؟؟ والسنونو سنونو ؟؟؟؟؟؟؟
استيقظت من أوهامي وأفكاري على صوت الشجار بين المسافرالواقف أمامي وبين موظف الهجرة والجوازات الذي رفض أن يختم له جواز سفره لأنه قطع له لحظة استمتاعه بمص ما تبقى في يده من سيجارته ، مما أغضبه فصب جام غضبه عليه وكأن المسافر كان يحاول الدخول إلى الوطن من أجل إسقاط ما يمثله هذا الموظف العتيد ، وهذا ما أعادني إلى خارج الصالة مسرعاً وعيناي تحدقان في السماء.
مازالت كما تركتها في كل المرات السابقة , وعدت أجرجر خيبتي منتظراً  رحمة  الموظف صاحب السيجارة  لينهي استمتاعه بما تبقى من سيجارته أو نرجسيته ولسان حالي يقول 
- ودماء من سقطوا وراحوا 
وتذكرت رأيا لكاتب كبير حين سألوه عن رأيه  بشهدائنا

2011/05/02

إنسانية


تجهّم وجهي ، واعتراني فيض حزن حيواني ، لمشاهدة  الدّم يتدفّق من رأس الحمار المسكين مختلطاً  بدماء بني آدم  , وأشلاءَه مختلطة  بأشلائه ,  أزحت وجهي  عن وسيلة التجهيل الفضائية التي من أهم وظائفها إلغاء العقل والروح وتعويد الإنسان على  مناظر القتل  اليومية , وكان وجه صديقي أكثر حزناً منّ وجهي  ,  اصطدمت عيناه بعيني , حاول أن يخفي ضعفه الذكوري الشرقي مبعداَ عينين تضجان بالدموع عن مثيلاتهما
شو ذنب هالمسكين يروح بحرب  إنسانية .........
هل تجاوز بني آدم كل حدود الوحشية والحيوانية , وهل  ما زالت كلمة بني آدم  تعني ما كانت تعنيه ,أم أننا بالأساس قد طليناها بكل أنواع وألوان الأصباغ لننسى أن أبانا آدم  , هو  صاحب الخطيئة الأولى , وأن ابنه صاحب الجريمة  الأولى , وأننا منحدرون من  سلالتين 
قاتل ... ومقتول

2011/04/26

إعلان خيانة وكفر

وأنا بكامل ما تبقى  لي من عقل أعلن خيانتي للوطن والشعب ، وكفري  بكل من أُرسِل إلى الأرض من السماء  وأعلن أنني زنديق يعاقر الخمر ويستمتع بحشيش البشر وحشيش البقر ،  وكذلك أعلن عصياني المدني حالياً على الأقل لأنه لم تتوفر لدي أي قطعة سلاح حتى اللحظة ، لا بيضاء ولا حمراء ولا سوداء ، ولا من أي لون
وذلك للأسباب التالية
1- عدم استعدادي لفداء أي كائن كان بروحي ودمي لأنهما ليسا ملكاً لي ولا يحق لي التصرف القانوني بهما ولأنهما صمما للإستخدام مرّة واحدة ككل الأشياء الرخيصة في العالم اليوم ، ولأنني ربما احتجت أنا وأنا وحدي للتصرف بهما في لحظة عقل لا لحظة جنون
2- عدم سكوتي من اليوم وإلى دهر الداهرين عن كل ما سأتعرض له من استعداء واستعباد  واسبعادواستغباء واستجحاش من قبل أي طرف كان ، أرضياَ أو سماوياً أو بينهما وسأسمح لنفسي باستخدام كل أنواع الأسلحة المحللة والمحرمة دولياً ، والتي أفتى بها الشيخان الجليلان البوطي والقرضاوي رغم أنني أكره كل ما يمت للعسكر بصلة سواء باللباس او الطعام أو الشراب ، وأيضاَ لكل ما يمتّ  للمصارف بقرابة بعيدة أو قريبة كالفوائد والقروض والحروب والمجاعات وغيرها .
وبانتظار دعم  خارجي أرضي أو سماوي ، عقلي أو مادي أو عسكري ، يمكّنني من التحرك على أرض المعركة ، سأستمر  بإعلان عجزي التام والكامل عن أي  فعل حقيقي مهما كان بسيطاً وتافهاً كالنوم والحلم والتفكير والتكفير والتطبيل والتزمير والقنص والرقص والوثب والعض وحتى النباح ، و التسبيح والتشبيح  وشرب المتة و حلاقة الذقن أو تركها لأبقى على الحياد الحيادي ولا يخطرَنّ على بالكم أنني دنيء  حقير أنتظر حتى تنتهي المعارك الدائرة فيخسر من يخسر ويضعف من ينتصر فأنقض عليه ، بإذنه تعالى ، لأنني اعتبر كل ما يخسره الطرفين إنما هو من كيسي المعلّق في رقبتي وأنا من الخاسرين آمين

2011/04/19

مختار العر....

- أففففففففف  الحقيقة في ناس لا يمكن أن تتحمّلها بتاتاً
 كدنا نطير من هول الهواء المتدفق من فم رئيس المجلس البلدي  الذي وصلنا صوته قبل طلته البهية ، فأجابه مضيفنا
- أي طوّل بالك يا رجل نصف الألف خمسميّة  ،
- لا مع هيك ناس نصف الألف مو خمسميّة ، يا جماعة  مافي مسؤول بالبلد إلاّ واتصل معي من أجله
 فتدخلت قائلاً
- وماذا يريد  ..... فقاطعني 
- مختار بدو يصير مختار ، يا جماعة كأنّو ما في غيرو بالحارة
ساله المضيف : من هو .فأجاب
- وديع ما غيرو وديع
- تقصد سيبقى مختار ، أي وليبق هو أحق من غيره . قلت له
- كيف أحق 
- بسلامة فهك ، أليس مختار حي الفهمانين يجب أن يكون أفهمهم ، ومختار حي اللطفاء ألطفهم 
- أي صحيح ، ولكنه ...... فقاطعته قائلاً
- ومختار حي الفاسدين أفسدهم ومختار العرصات
- أعرصهم وأنا موافق عليه

2011/04/17

أعتذر عمّا فعلت وعمّا لم أفعل

أي بني . طفلي العزيز الجالس في بيتك الآ ن تملأ الدهشة عينيك والحزن قلبك ، في هذا اليوم الذي كنت تحلم أن ترتدي ثياباً  كقلبك وقلوب أصدقائك أطفال الوطن الحزين  ، ناصعة البياض  ، تنظر إلى شقيقتك الوردة الشامية ، التي تبث حزنها عطراً يمزج حزن الوطن بالعطر، وعيناها ترنو إليك ، وكلها أملاً أن تمتدّ يدك إليها ، لتحملها إلى جانب قلبك ،والفرح يجمعكما معاً لإستقبال رسول المحبة القادم على ظهر أتان لنشر الحب والسلام في أرض الوطن
طفلي الحبيب : أعتذر إليك أشد الإعتذار ، اعتذاراً بحجم الصحراء التي تحيطني من كل الجهات ، لأنني فشلت ككل الرجال  أن أبني لك وطناً يحترم بياضك ، أعتذر وأنا لا أدري هل أنا بكامل قواي العقلية الان , وهل كنت مرّة ما غيرها بكامل قواي العقلية ’ أبحث في تاريخي وفي ذاكرتي عن موقف ما اتخذته في يوم ما لأصنع لك ذلك الوطن الذي تستحقه ويستحقك 
أعتذر إليك لأنني لم أفكر يوماً أن أقول لا حين كان لاينفع كلمة إلاّها ، ككل الناس في الوطن تعلمنا أن نقول نعم نعم ظنّا أنها الكلمة السحرية التي تنشر الأمن والآمان والطمأنينة، ونسيت أن السيد القادم على أتان والذي كنت تتهيأ لاستقباله بالزهور والرياحين  صباح اليوم قال: لم آت لألق سلاماً بل سيفاً .
إنه الزمن الذي لا نستطيع أن نطيله ولا أن نقصره ، فما زرعناه نحن من شوك ستحصده يداك . 
طفلي العزيز : لاتجعلني قدوة لك ، لا تقدسني ولا تجعلني إلهاً ، يكفيك ما ما أورثتك إياه من الآلهة ، أمّك ، جدتك ، الإستاذ ، الكاهن ، الشرطي ، المدير ،  وكل ما زادك سنّا
طفلي العزيز : لا تصدق أنّني أعيش في صحراءي لأضمن لك ولأخوتك حياة سعيدة هنيئة ، فلو كان لي غاية كتلك لوقفت بوجه كل من يعمل على تخريب الوطن لأنه لا حياة ولا كرامة لك إلاّ في وطن حر كريم 
طفلي العزيز:
أعتذر عمّا فعلت وأعتذر أكثر عمّا لم أفعل لأجلك وأجل أطفال الوطن 
أمامك من الزمن ما يكفي لتفكرمع أترابك بصنع  وطن كريم آمن حر سعيد بسعادة أبنائه ، أمّا أنا فدعني أحلم لك بهذا الوطن لأنني لم أتعلم سوى أن أحلم وأحلم ، دع الأحلام لأصحابها ، وحذار حذار أن تفكر في يوم من أيامك بجعلي قدوة لك ، فأنا كغيري من أبناء جيلي لا نستحق حتى أن نستمتع بالفرح في عيون أطفالنا

2011/04/15

القيامة

لم تعد قيامة واحدة في العام تكفينا ، فالأرق يسكننا ويعشعش فينا ويكاد يقتلنا ،فمن الحب ما يقتل ، في هذه الأيام التي تتهيأ فيها الأرض للولادة ، كنّا أطفالاً لانشعر بحزن الأرض ، وآلام ولادتها ، نتجاوز كل ذلك لنصل إلى أفراح القيامة رغم الأناشيد الحزينة التي  تتسرب من جدران الكنيسة العالية ، كنّا صغاراَ ’ ولا نحب أن نرى من الألوان إلاّ لون الفرح 
بوّاب سارة :اسم كنّا نطلقه على هذه الأيام التي تسبق جنازة السيد المسيح ومن ثم قيامته  وانتصار الحياة على الموت ، صغاراً كنّا ، نجتمع كالعصافير أمام بيوتنا ودورنا وليس أمام أبوابنا لأن معظم بيوتنا كانت بلا أسوار وإن وجد السور فلا باب عليه ، نجتمع لنذهب إلى الكنيسة ،  عند المغيب، ندق بقبضاتنا الطرية على أبواب دكاكين السوق التي لم يبق منها على قيد الحياة اليوم إلاّ القليل ، نردد أغنية ورثناها ربما من مئات السنين
يا بوّاب سارة
افتح للعذارى
هذه الأيام من السنة تعيدني دائماً إلى تلك الأيام ، ولكنها تصبغني بألوان الحزن مذ حزمت حقائبي ووضعت فيها كل الذكريات الجميلة  مغادراً تلك المدينة الحضارية اليوم التي لم تزل أزقتها الطينية وجدرانها الحجرية تمر في ذاكرتي
هذه السنة ، يبدو أن قيامة واحدة لم تعد تفي بالغرض ، كانت  خمس مائة سنة تكفينا للقيامة مرة واحدة ، ربما لأن الموت كمفهوم وجودي كان أسهل أو أبسط من اليوم ، فاخترعنا طائر الفينيق ، الذي يعيش خمسمائة سنة ، وعندما يحين أوانه يعو د إلى  السماء السورية والتراب السوري ليجدد نفسه ، يغنّي أغنيته الأخيرة ، يطرب الكون ، يتحول إلى نار فرماد ، ثم يعود ليولد من رماده طائر جديد .
لم تعد تكفينا القيامة مرتين في القرن ، اخترعنا أدون (أدونيس) ، بأسمائه المختلفة ،تموز ، حدد ، بعل ، المسيح ....... 
اخترعنا القيامة السنوية ، لنجدد الأمل بالحياة وبالإنتصار على الموت 
أتمنى أن تكون قيامتنا هذه السنة في سوريا الحبيبة قبل قيامة السيد المسيح ، وألاّ نحتاج لخلق آلهة قيامتها شهرياً أو يومياً ، فما زالت  دورة الحياة سنوية ، وما زلنا كسوريين نستحق الحياة أيضاً ، وما مازال أضفالنا وشبابنا يستحقون القيامة من الموت الذي أوصلناهم إليه 
وكل عام وسوريا..... بلدنا (..قصة الجداول ....و لون الفرح .... ملعب العصافير وحكاية النواطير.. دهب السنابل ومروج الدهب .. ملفى الجوانح ومواسم الألفة)
ربما  قاس هو الحلم الذي وصلناه اليوم أن  نعود وأنا نرى سوريا كما تقول باقي الأغنية
معمّره بقلوب مليانه .. ومزيّنه بزهور وغناني .ودروبها حكايات ........ وسطوحها مرايات.. 
والمجد معمّرها ، ونرجع نزرع تلالها وجبالها وسهولها بالمحبة والسلام 

2011/04/08

الحاكم بأمر الله

بينما كانت الأسرة تتابع أحد البرامج الرياضية التفت الصغير باتجاه أبويه سائلاً
الطفل : بابا  ... ماما  يعني الحاكم بأمر الله أقوى من الله ؟؟؟؟؟!!!!
ولكن خوف الأم من الله هو الذي نهره بصوت أمه وبما انه لم يكن قد بلغ من النضج أن يكون قد تعلم نفاق الذين يعيشون بأمر الحاكم بأمر الله
الطفل : إذا كان الحاكم بأمره سبباً  لكل الإنتصارات والله سبباً  لكل الإخفاقات  ، كما يقولون دائماَ  وفي كل زمان ومكان فمن يكون الأقوى ؟؟؟ّّّ!!!!!!

2011/03/29

تغيير (1)

رأسها على الجبل الأشم ، وقدماها في ماء البحر ، تصل السماء بالماء ، عبر تراب تمرّغ التاريخ عليه ، وكما تجمع  بالسماء ، تجمع آلهة العالم ، وهكذا حتى أنتجت للبشرية أول أبجدية ، فحفظت  لها ما قامت به عبر تاريخها الطويل ، وذات  يوم أمر الحاكم الغريب بإعدام جميع الآلهة في المدينة ، وأجبر الجميع على الإيمان بإله واحد  ، يسكن عنان السماء بعيداً عن  البشر في برجه البعيد ، لاتصله  استغاثاتهم ولا تطربه أناشيدهم ، قيل لهم هو عليم حكيم  قدير رحيم ، اب للجميع ، حوال سكان المدينة أن يتأقلموا  مع الإله الجديد  القادم من مكان بعيد والجالس في مكان بعيد ، ولكن عبثاً كل محاولاتهم ، وما إن سمعوا بإله آخر يغذوا المناطق القريبة حتى أعلنوا عصيانهم على وكيل الإله وهجموا عليه وطردوه خارج المدينة ، وهو يهدد ويتوعد بنار جهنم ، وهم يعدونه باتباع  الإله الجديد 
شكل السكان وفداً وأرسلوه إلى المدينة المجاورة التي تدين بالدين الجديد ، ليعلنوا الإله الجديد إلهاً لهم يخلصهم مما ترسب في رؤوسهم وبلدهم من ويلات ورواسب ، ويسمع شكواهم ، ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحم ، ما هي إلا أيام معدودات عاد الوفد الذي استبشر خيراً وبشر الشعب به ، وجلس الجميع ينتظرون مندون أو ممثل الإله الجديد القادم عليهم باليمن والبركات ، ويحضرون أنفسهم للإحتفال الكبير ، فجمعوا ماتبقى  لديهم من العزيمة وقاموا بتجدبد بناء المعبد واضافوا إليه هيكلاً او محراباً جديداً باتجاه مغاير للمحراب القديم  حسب  التعليمات التي جاء بها الوفد من المدينة المجاورة ، وجلسوا ينتظرون يوم السعد ، ويهييؤون لليوم الكبير ، وما إن علموا بهذا اليوم حتى تحولت المدينة إلى ورشات عمل حتى تمت اللحظة الحاسمة
وصل الوكيل الجديد للإله الجديد ، وفي غمرة الإحتفالات بكل شيء جديد ، كان يقف أحد المجانين يحدث حماره
_ انظر يا صديقي العزيز ويا حماري المجنون ، ألا تعرف هذا الرجل ؟ .. نعم  ،  ألا تتذكر يوم طردوه  شر طردة ،  نفس الذين طردوه يحتفلون بعودته مرّة أخرى ، ما الذي جرى يا حماري العزيز ، فقط أطال لحيته وقص شاربيه ، واستبدل القبعة السوداء على رأسه بلفة بيضاء ،  آه ...لقد سمعته يهددهم بالعودة مرّة أخرى ، ويبدو أنه نفذ وعيده

2011/02/09

يا نصيب

عندما مللت من الغربة خارج الوطن وغرقني الحنين لغربة لا فكاك منها , لملمت أحزاني الأكثر أهمية لأن حقائب الذاكرة المنهكة اهترأت من كثرة الإستخدام ، ولأن الفرح لا مكان له في حقائب المولودين بين المائين ، ولم أكن أصدق أنني سأغادر هذه الغربة لأن كل من حولي لا يريدون أن يصدقوا ولكل أسبابه بعدم تصديق الخبر ، فالإنسان كائن انتفاعي ، وكذلك عند الوصول إلى الغربة الأصيلة أو الأصلية كان الوضع مشابهاَ تماما لما تركت ولنفس الأسباب أيضاَ 
أسير في الشوارع  وأشعر أنني أعرف كل شيء ويعرفني كل شيء وأحيانا لا أعرف شيئا ولا شيء يعرفني ، أبحلق في  كل شيء وكل شيء يبحلق بي ، فأحاول اكتشاف الأشياء لأصل إلى اكتشاف نفسي ، فالأماكن والأشياء والأشخاص بلا شكل ولا ملامح ولا صوت ولا طعم ، أو ربما كنت أنا أحاول أن أحب كل شيء حولي ليس لأجل صوته أو شكله أو لونه او جنسه ، ربما كنت أحاول أن أغفو على  مخدة حلم  من أحلام يقظتي التي لا تنتهي ، ولكن صوتاَ واحدا أيقظني من كل الأحلام ومن كل الأوهام  ليذكرني بالمثل القائل : (مرجوع الكلب لدكان القصاب ) .
وكان الصوت ما يزال يهدر : اليوم السحيييييييييييييييييييييييييب ..... يااااااااااااااااااااا نصيب
وعرفت حينها أن اليوم هو الثلاثاء وأنني في الوطن الذي أحلم به فلا حاجة للحلم بعد وكان في المدى المجدي لسمعي ترتفع الأوركسترا لأكثر من عازف : يا نصيب ...... اليوم السحب
فسحبت نفسي راجعا إلى نفسي هاربا من نفسي