بحث هذه المدونة الإلكترونية

2012/06/26

أخلاقيات المهنة

كان يا ما كان في سالف العصر وما يزال والزمان وانقرض ولم يبقَ مثله الآن شيء يسمّى شرف المهنة ، ويحكى ويقال :
لمّا كان لمهنة اللصوصية من متعة في المغامرة وارتكاب الأخطار  وتغيّر الأحوال ، قرر  حنظلة أن يمتهن مهنة اللصوص وجوّابي الأفاق ، وبعد أن من نومه استفاق ، وتذكر ما سمع في السهرة الماضية من قصص اللصوص والعشاق ، اتكل على  الله وذهب باتجاه شيخ الكار ,  ليتلقَن أصول المهنة وأخلاقيّاتها وقوانينها , ويحصل على شهادة التخرج التي تتيح له ممارسة العمل
وباشر حنظلة دروسه بهمّة عالية , تحت إشراف مدرسه بمراقبة  دراجة أبي مسعود وصاحبها ,للوصول إلى أنسب الظروف لسرقتها , وبينما كانت شمس ذلك اليوم تودّع نهارها ، كان حنظلة يراقب مدخل البيت من على الشجرة أمام الباب ، وما هي إلاّ
لحظات حتى وصل أبو مسعود مسرعاً ، فترك الدّرّاجة أمام الباب  ودخل ، فتلقفته أم مسعود 
أم مسعود :اين الدراجة
أبو مسعود :عند الباب 
أم مسعود : عند الباب ؟؟!! أدخلها يارجل وماذا تفعل عند الباب ، هي الحيلة والفتيلة ربّما تعرضت للسرقة أدخلها يا رجل
أبو مسعود : تعرضت للسرقة ؟ ومن سيسرق كومة من الخرضة يا امرأة
واشتدّ الخناق بينها حتى  رمى عليها أبو مسعود اليمين بالطلاق إن سُرقت كومة الخرضة ، وصفق أبو مسعود باب الدار نكاية بأم مسعود .
صفق  حنظلة فرحاً ونظر باتجاه معلمه وتكشيرة النجاح تزين خدّيه , وما إن لمست رجلاه اللأرض إلاّ وكانت يداه تقبض على 
مقود الدّرّاجة محاولاً جرها ، ولكن يداً ما أمسكت به من الخلف وصاح به الإستاذ
الإستاذ : ماذا تفعل أيّها التلميذ المغفل ( وكان الإستاذ قد سمع الحوار بين الزوجين )
حنظلة : أنتهز  الفرصة وأسرق الدراجة استاذ
الإستاذ : ولكنّنا اتفقنا على سرقة الدراجة  !
حنظلة : وأنا أسرق الدراجة أستاذ لأنجح في الإمتحان
الإستاذ : اترك الدّرّاجة ... فقد رسبت في الإمتحان يا حنظلة
حنظلة : رسبت؟؟!! كيف رسبت
الإستاذ: للمهنة أخلاقياتها ككل المهن وقد خالفت أخلاقيات المهنة يا حنظلة
حنظلة : وكيف استاذ إنني لم أخالف القواعد والأصول 
الإستاذ : بلى لقد خالفتها ، فالإختبار يتضمّن سرقة الدراجة وأنت كنت ستسرق الدراجة وتطلق الزوجة . وللمهنة أخلاقياتها




2012/06/23




وحجار حفافيك
وجوه جدودي اللي عمّروا
وعاشو فيك 
من ميّت سنة
من ألف سنة
من أوّل الّدني
......
وحياتك وحياة المحبّة
شو بني ..عم أكبر
وتكبر بقلبي
وأيام اللي جايي فيها الشمس مخبّاية
وأنت الغني وأنت القوي 
أنت الدنّي

- الصورة بعدسة الفنان الصديق بسام عجايقي


2012/06/19

الغربان تستعد




ف : إن لي في تخويف الآخرين لذّة لا يُسبر غورها ، ولذا فأنا راض عن عملي ولا أملّه .
ج : في الصواب أجبتَ ، فإنه سبق لي أن عرفت هذه اللّذة بنفسي أيضاً .
ف : إنّك واهم يا هذا . فإن هذه اللّذة لا يعرف طعمها إلاّ من كان رأسه محشواً  بالقشّ مثلي .
هذا الحوار ذار بين أديبنا جبران خليل جبران وأحد الفزاعات التي صنعها البشر لإخافة الطيور
ترك جبران فزاعته  وهو لا يدري هل مدحته أم انتقصته ، كما يقول في قصته ، ويتابع
مضى عام صارت الفزاعة في أثنائه  فيلسوفاً وعلاّمة ، يقول جبران ، ويتابع :وعندما مررت به ثانية رأيت غرابين يبنيان عشهما تحت قبعته .

متى يصحو ممتهني التخويف والتقتيل والتكبيل والتكميم والذبح والقتل ، فالغربان بدأت تبني أعشاشها