بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/04/15

القيامة

لم تعد قيامة واحدة في العام تكفينا ، فالأرق يسكننا ويعشعش فينا ويكاد يقتلنا ،فمن الحب ما يقتل ، في هذه الأيام التي تتهيأ فيها الأرض للولادة ، كنّا أطفالاً لانشعر بحزن الأرض ، وآلام ولادتها ، نتجاوز كل ذلك لنصل إلى أفراح القيامة رغم الأناشيد الحزينة التي  تتسرب من جدران الكنيسة العالية ، كنّا صغاراَ ’ ولا نحب أن نرى من الألوان إلاّ لون الفرح 
بوّاب سارة :اسم كنّا نطلقه على هذه الأيام التي تسبق جنازة السيد المسيح ومن ثم قيامته  وانتصار الحياة على الموت ، صغاراً كنّا ، نجتمع كالعصافير أمام بيوتنا ودورنا وليس أمام أبوابنا لأن معظم بيوتنا كانت بلا أسوار وإن وجد السور فلا باب عليه ، نجتمع لنذهب إلى الكنيسة ،  عند المغيب، ندق بقبضاتنا الطرية على أبواب دكاكين السوق التي لم يبق منها على قيد الحياة اليوم إلاّ القليل ، نردد أغنية ورثناها ربما من مئات السنين
يا بوّاب سارة
افتح للعذارى
هذه الأيام من السنة تعيدني دائماً إلى تلك الأيام ، ولكنها تصبغني بألوان الحزن مذ حزمت حقائبي ووضعت فيها كل الذكريات الجميلة  مغادراً تلك المدينة الحضارية اليوم التي لم تزل أزقتها الطينية وجدرانها الحجرية تمر في ذاكرتي
هذه السنة ، يبدو أن قيامة واحدة لم تعد تفي بالغرض ، كانت  خمس مائة سنة تكفينا للقيامة مرة واحدة ، ربما لأن الموت كمفهوم وجودي كان أسهل أو أبسط من اليوم ، فاخترعنا طائر الفينيق ، الذي يعيش خمسمائة سنة ، وعندما يحين أوانه يعو د إلى  السماء السورية والتراب السوري ليجدد نفسه ، يغنّي أغنيته الأخيرة ، يطرب الكون ، يتحول إلى نار فرماد ، ثم يعود ليولد من رماده طائر جديد .
لم تعد تكفينا القيامة مرتين في القرن ، اخترعنا أدون (أدونيس) ، بأسمائه المختلفة ،تموز ، حدد ، بعل ، المسيح ....... 
اخترعنا القيامة السنوية ، لنجدد الأمل بالحياة وبالإنتصار على الموت 
أتمنى أن تكون قيامتنا هذه السنة في سوريا الحبيبة قبل قيامة السيد المسيح ، وألاّ نحتاج لخلق آلهة قيامتها شهرياً أو يومياً ، فما زالت  دورة الحياة سنوية ، وما زلنا كسوريين نستحق الحياة أيضاً ، وما مازال أضفالنا وشبابنا يستحقون القيامة من الموت الذي أوصلناهم إليه 
وكل عام وسوريا..... بلدنا (..قصة الجداول ....و لون الفرح .... ملعب العصافير وحكاية النواطير.. دهب السنابل ومروج الدهب .. ملفى الجوانح ومواسم الألفة)
ربما  قاس هو الحلم الذي وصلناه اليوم أن  نعود وأنا نرى سوريا كما تقول باقي الأغنية
معمّره بقلوب مليانه .. ومزيّنه بزهور وغناني .ودروبها حكايات ........ وسطوحها مرايات.. 
والمجد معمّرها ، ونرجع نزرع تلالها وجبالها وسهولها بالمحبة والسلام 

هناك 3 تعليقات:

  1. والله ياخال كل عمرك مذوق وحساس.....يسلم هالتم
    لنتعاون جميعا للحفاظ على سوريا وتبقى الجداول والسنابل ونزينها بزهور وغنانيوقلوب مليانه بالمجد والفخر

    ردحذف
  2. والله ياخال كل عمرك مذوق وحساس.....يسلم هالتم
    لنتعاون جميعا للحفاظ على سوريا وتبقى الجداول والسنابل ونزينها بزهور وغنانيوقلوب مليانه بالمجد والفخر

    ردحذف
  3. أكيد يا خال شو ما قلنا وشو ما عملنا بلدنا بيستحق أكتر ، موفق بعودتك أو بإجازتك في سوريا وسلامي لكل شي بطريقك مدينة مدينة وضيعة ضيعة وحي حي وزنقة زنقة

    ردحذف