بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/04/17

أعتذر عمّا فعلت وعمّا لم أفعل

أي بني . طفلي العزيز الجالس في بيتك الآ ن تملأ الدهشة عينيك والحزن قلبك ، في هذا اليوم الذي كنت تحلم أن ترتدي ثياباً  كقلبك وقلوب أصدقائك أطفال الوطن الحزين  ، ناصعة البياض  ، تنظر إلى شقيقتك الوردة الشامية ، التي تبث حزنها عطراً يمزج حزن الوطن بالعطر، وعيناها ترنو إليك ، وكلها أملاً أن تمتدّ يدك إليها ، لتحملها إلى جانب قلبك ،والفرح يجمعكما معاً لإستقبال رسول المحبة القادم على ظهر أتان لنشر الحب والسلام في أرض الوطن
طفلي الحبيب : أعتذر إليك أشد الإعتذار ، اعتذاراً بحجم الصحراء التي تحيطني من كل الجهات ، لأنني فشلت ككل الرجال  أن أبني لك وطناً يحترم بياضك ، أعتذر وأنا لا أدري هل أنا بكامل قواي العقلية الان , وهل كنت مرّة ما غيرها بكامل قواي العقلية ’ أبحث في تاريخي وفي ذاكرتي عن موقف ما اتخذته في يوم ما لأصنع لك ذلك الوطن الذي تستحقه ويستحقك 
أعتذر إليك لأنني لم أفكر يوماً أن أقول لا حين كان لاينفع كلمة إلاّها ، ككل الناس في الوطن تعلمنا أن نقول نعم نعم ظنّا أنها الكلمة السحرية التي تنشر الأمن والآمان والطمأنينة، ونسيت أن السيد القادم على أتان والذي كنت تتهيأ لاستقباله بالزهور والرياحين  صباح اليوم قال: لم آت لألق سلاماً بل سيفاً .
إنه الزمن الذي لا نستطيع أن نطيله ولا أن نقصره ، فما زرعناه نحن من شوك ستحصده يداك . 
طفلي العزيز : لاتجعلني قدوة لك ، لا تقدسني ولا تجعلني إلهاً ، يكفيك ما ما أورثتك إياه من الآلهة ، أمّك ، جدتك ، الإستاذ ، الكاهن ، الشرطي ، المدير ،  وكل ما زادك سنّا
طفلي العزيز : لا تصدق أنّني أعيش في صحراءي لأضمن لك ولأخوتك حياة سعيدة هنيئة ، فلو كان لي غاية كتلك لوقفت بوجه كل من يعمل على تخريب الوطن لأنه لا حياة ولا كرامة لك إلاّ في وطن حر كريم 
طفلي العزيز:
أعتذر عمّا فعلت وأعتذر أكثر عمّا لم أفعل لأجلك وأجل أطفال الوطن 
أمامك من الزمن ما يكفي لتفكرمع أترابك بصنع  وطن كريم آمن حر سعيد بسعادة أبنائه ، أمّا أنا فدعني أحلم لك بهذا الوطن لأنني لم أتعلم سوى أن أحلم وأحلم ، دع الأحلام لأصحابها ، وحذار حذار أن تفكر في يوم من أيامك بجعلي قدوة لك ، فأنا كغيري من أبناء جيلي لا نستحق حتى أن نستمتع بالفرح في عيون أطفالنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق