بحث هذه المدونة الإلكترونية

2017/10/20

تفوّق

جلس أبو سالم القرفصاء تحت ظل السنديانة وهو يستمتع بدرج سيكارته وينشر فتات التنباك على الورقة البيضاءوفجأة
_ يا أم سالم ..... ولك يا أم سالم
ورفع نظره إلى ألأعلى وعلائم النشوى ترتسم على وجهه
- خير , خير يابو سالم ,شو القصة ؟
سألت أم سالم
_ يقبر بيّو هالسالم شو فهيم ....... ولك فيهم وبس وفطين .أي بيحضّي يقبر بيّو .. وأمّو كمان ........
درج السيكارة بشكل نهائي وداعبها برؤوس أصابعه واعتدل واقفاَ
_ فهيم وفطين هالولد الله يخليه ، طالع لأبو مخلق منطق ، مو حمار متل.......
وحتى لا يكمل أبو سالم الحديث أسرعت أم سالم 
_ أي والله هالولد فهيم الله يحرسو
_كنت عم قول لحالي نبعتو ع مدرسة المدينة ..أحسن . ... ما في علم مظبوط بالضيعة يا أم سالم . الولد نابغة وحرام نضيعلو مستقبلو ، شو قلتي.
وقبل أن ترد أم سالم وكالعادة القرار اتخذه أبو سالم بالمشاورة مع ذاته كونه السلطة المطلقة
وفي العام القادم كان سالم ينهب الأرض كل يوم باتجاه المدينة ، وأبو سالم ينهب الأرض بعينيه ، ويمط رأسه باتجاه السماء كلما مر من أمام احد من أبناء ضيعته 
ومضى العام الدراسي وجلس أبو سالم في نفس المكان السابق يتلذذ بلف سيجارته وينتظر عودة سالم من المدينة حاملاً حصيلة عامه الدراسي ، وجنى تعبه وجهده
رفع أبو سالم رأسه باتجاه الطريق ، وفز واقفا يتهيأ لاستقبال البشرى من ولده العبقري العائد من مدرسته  ،ابتسم أبو سالم وبحركة عنترية رفع يديه يمسد شاربيه الطويلين
- أم سالم ...ولك يا أم سالمغححا البطل يا أم سالم ، ولك وين الزلغوطة يا أم سالم
رفع سالم يده اليمنى إلى مستوى كتفه جامعا أصابعه الأربع مقابل الإبهام ، فجاءه صوت أبو سالم سريعا قوياً حاراً
- شو على مهل يا سالم شو خليها تسمّع مو الحارة ، ولك خليها تسمع الضيعة
_ بس يابيي......
- شو بس يابيي ماتقلّي إنك طلعت التاني عالصف ها أوعا ثم أوعا لا تعكرلي مراقي
- لا ما طلعت التاني
- لكن ليش ما تزلغطي يا أم سالم
-بس أنا ما طلعت لا الأول ولا التاني ولا التالت كمان
_ ولا التالت كمان شو طلعت عين بيك
رسبوني بالصف يابيي
_ رسبوك يعني سقطت ولك . كيف كيف وكل عمرك الأول عالصف ، اكيد أكيد عين بيّك في مؤامرة مو عليك أنت على بيّك أبو سالم ، أم سالم عطيني جلاءات ابنك القديمة والله والله ما رح تنملي عين تروح شوف شي صاير بالدنيا ومين واقف ورا هالعملية ، قال سالم ابني يرسب قال, والله تفرجيهن نجوم الطهر

وبعد ثوان قليلة كانت أقدام أبو سالم تكاد تفجر الماء من تحت الأرض ، لم تستطع أم سالم أن تقنعه بتأجيل الموضوع إلى الغد ، وبأن دوام المدرسة ينتهي قبل وصوله إليها ، والأهم من كل هذا وذاك ، أن موعد سقاية البستان خلال دقائق وإن لم يستلم أبو سالم الدور يخسر دوره في السقاية
ودخل أبو سالم في نقاش وجدال وصياح مع المدير ومن كان متواجداً من المدرسين ، وفي النهاية قال له المدير
_ يا سيد أبو سالم كل ما قلته صحيح ولا حاجة لأن تريني نتائج إبنك المبهرة في مدرسة القرية
- كيف يعني؟ سأله أبو سال مستغرباً
_ ها ها ، سالتني كيف يعني ، ساقول لك كيف
- كيف؟؟
_ لنفرض أخي أبو سالم أنو جبنا عشرة حمير في عز الشباب ، يعني عشر كرارة  شباب اول طلعتون، تسعة منها رجليها مكسرة وواحد معقّر وشاركناه بالسباق ، يعني  عملناله سباق . مين يافكرك بيربح بالسباق؟!
_ واضحة العملية ما بدها لا تفكير ولا فهمني الكر المعقر بيربح السباق
رد أبو سالم فوراً
_ طيب وإذا أخدنا هالكر المعقر اللي كان الأول ، وشاركنا بسباق مع تسع كرارة سليمة ، شو بيكون ترتيبو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق