بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/08/28

كبرت يا أبي

كعادته في أيامه الخمسة الماضية ،منتشياً يدفعه فرح ليس له حدود، اندفع الطفل إلى البيت كله فرح وسعادة , يطير على رؤوس أصابعه والإبتسامة لا تغادر وجهه
سألته أمه وهي تحدق في تعابير الفرح والسعادة المرتسمة عليه
- ماما؟ ........ أنت مبسوط في الروضة ؟!
هزّ رأسه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى الأعلى ثم أنزلها بقوة علامة الإيجاب ب نعمممممممممممممممممم
فقالت له
_ كتير مبسوط حبيبي
هز رأسه ثلاث هزات متتالية
__ وليش مبسوط كل هالشيء بالروضة
وهنا نظر الطفل إلى أمه ضاحكاّ وأردف قائلاَ
-- الأولاد يغنون لي طوال اليوم يا ماما
- يغنّون لك ؟!
- أممممم يغنون لي؛ مشدداً على شفتيه ومستغرباً من استغراب أمه وكأنه لايحق للأطفال أن يغنون لطفل مثله
استغربت الأم جواب طفلها وهو لم يبلغ أسبوعه الأول في الروضة ولم يزل الإستغراب عنها حتى بدأ الطفل يغني الأغنية التي يغنيها له أترابه ومدرساته
نوبة من الضحك الطفولي انتقلت لوالدته ثم سكتت فجأة كأن شيئاً ما اسكتها
_ لا يا بني هذه الأغنية ليست لك
- ولكنهم يغنون لي ويذكرون اسمي
احتارت الأم كيف ستشرح له الأمر وتفهمه
أن الأغنيات لا تليق حتى بطيور الجنة
وهنا نادت الأم على طفلها وقالت له
- ألا تحبني أكثر من جميع الأطفال ؟
_ ولكنهم يغنون لي كل يوم
حضنت الأم طفلها بين جناحيها وغنت له
يا بياع العنب
والعنبية
قولو لأمي
قولو لبيي
سرقوني الغجر.......
من تحت .......
وشيئاً فشيئاً غادر الفرح عيني الملاك الصغير ، وغفى في حضن والدته يبحث عن حلم جديد