بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/10/09

خبز الوطن أطيب

 "في الوطن طعم الخبز أحسن والسماء أرفع والهواء ألطف وأروح، والصوت يرن فيه أوضح، والأرض تتحمل السير أكثر
من ذاكرة لعينة قفزت تلك الجمل ومن مسرحية دائرة الطباشير القوقازية للمسرحي الألماني برتولد بريخت ، وقصة المسرحية يعرفها جيلنا والأجيال الأكبر لأنها كانت تدرّس في المرحلة الإبتدائية ، وما أعادني إليها هو ما يجري اليوم من أحداث في  المكان الذي يكون فيه طعم الخبز أحسن ، والسماء أرفع ،والهواء ألطف وأروح .......
من يستحق أن يحمل العلم الأكبر ..... المعارضة أم الموالاة ... هذا العلم الذي تركناه جميعاً ، معارضون  وموالون ،حتى لوحته الشمس وغطاه غبار الكذب والنفاق ، ووقفنا اليوم نشد به من أطرافه الست ، كل منّا متمسك بأحقيته في رفع العلم ، ويشده باتجاهه .
ماذا لو  رسمنا دائرة بالطباشير ووضعناه في وسطها سيكون مصيره

2011/10/02

حرية



الإنسان يولد حراً , كما يقول جميع العقلاء ,  , شيء مضحك أن يقتنع البني آدم بهذه الكذبة التي كذبها على نفسه وأراد أن يصدقها وصدقها ، وصدّع رؤوسنا بها, وهو مقتنع أنه بني آدم ,أي ابنه لآدم أبي البشر , والذي ارتكب أول معصية عندما حاول الحصول على المعرفة وأكل من شجرة المعرفة ،ومن ثم انسحبت جريمته على بنيه من البني آدميين , لذلك ولدتَ يا أخي من جد جدو لجدو لجدي ، آدم عليه الجريمة الأولى وعليه السلام ، هنا اختلطت علينا الجريمة الأولى بالسلام , فأنت أيها البني آدم المنتهكة خصوصيتك قبل أن تأتي إلى الضوً وأنت تغني :"طلعنا على الضو , طلعنا على الحرية.
وذلك بانتقال جريمة إليك بدون معرفة حتى رأيك فيها
والإنتهاك الثاني لك أنك لا يدٌ لك ولا رأي في قبول المجيء إلى هذا العالم من عدم قبوله أيها المسكين المغلوب على أمرك , وحتى لو كان لديك الرغبة في أن تطل علينا وتؤنس وحشتنا الممتدة ملايين السنين , ولكنك لم تختر لا زمن الإطلالة البهية ولا مكانها , فربما كنت ترغب أن تأتي في القرون الوسطى ,إذا كنت من المستمتيعين والمعجبين بأساليب التعذيب , ولست ممن يحبون الموت بطلقة رصاص أو بإبرة الموت الرحيم, وربما كنت تحب أن يكون موطىء قدمك الأول في العراق أو أفغانستان بدلا من السويد أو السويسرا ,لأنك إنسان تحب الهدوء والسكينة والإيمان بالله بدلا من العيش في بلاد فاسقة فاجرة لاتعرف الله ولا تجله ولا تقتل البشر باسمه ولا تلتزم بأوامره , عز وجل


2011/10/01

الخروج عن المألوف

فرّك عينيه , نظر إلى ساعته , افتر ثغره عن ابتسامة رضا ًبالنفس , حول أن يتذكر كم من الزمن مرّ عليه لم يستيقظ في مثل هذا الوقت  . أوه زمن طويييل . طويل جداً قال محدثاً نفسه وأضاف
 لا أتذكر  كيف اقوم بكل العمليات اللازمة للإنتقال من الفراش إلى العمل

   اعترته الحيرة ولم يعرف ماذا يفعل أولاً
وصل مبنى الشركة وهو يشعر بشعور غريب , كأنّه يسير على هذه الطريق للمرّة الأولى ، لا  الطر يق ، ولا الأبنية ، ولا إشارات المرور أ و أبواق السيارات ،كأنه يرى كل شيء للمرة الأولى
لا أحد في مدخل ناء الشركة إلاّه , احس أن الشركة أصبحت ملكه , لا تزاحم على المصعد الكهربائي ، فتح باب المصعد ودخل ، فاجأته صورته في مرآة المصعد ، حدّق بها ، ضحك
  , رفع يده إلى رأسه وتحسس ما تبقى من شعر عليه , إيه هرهرت يا رجل  قال لنفسه ، عاد به الزمن يوم كان طالباً في الجامعة قبل أن يرمي به الدهر إلى هذه الصحراء , بحثاً عن مستقبله , مر أصدقاؤه وصديقاته في خاطره , توقف مطولاً أمام أحد الوجوه , هرهرت يا رجل قال للوجه المقابل له في المرأة وابتسما معاً , وقال أحدهما للآخر
_ قلت لي ستأتي إلى الخليج لتؤمن مستقبلك هه هه , ها أنت تحاول أن تدوسك عتبة الخمسين , وليس لك لا هنا ولا هناك في وطنك مسند رأس
أنقذه باب المصعد الذي فتح من الحوار الذي كان دائراً بينه وبين صورته في المرآة , واندفع من المصعد خارجاً فوجد نفسه ما يزال في الدور الأرضي , ضحك ساخراً  ، نسيت أن تضغط زر الدور السادس يارجل . قال محدثاً
واستلم السلم العادي باتجاه الدور السادس