بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/11/30

مشاعر اجتماعية

الإنسان كائن اجتماعي . ما معنى ذلك ؟!. هل معنى ذلك أنه يمتاز عن باقي الكائنات بهذه الميزة؟. إذا اتفقنا جدلاً أنها ميزة ، فإنني لا  أتصور أن  هذا  يقال لتمييز الإنسان عن غيره من المخلوقات الأخرى فالكثير منها تتفوق عليه اجتماعياً  وبالأخص النّحل والنّمل ، ولعل الإنسان هو أكثر المخلوقات عداءً لابن جلدته ، وربما للموضوع علاقة بإيمانه ومعتقداته  فمعظم البشر اليوم يؤمنون بأبوة آدم  لهم  وبالتالي  فجدّانا قابيل وهابيل لم تتسع لهم الأرض فقتل أحدهم الآخر ، واستمر القتل حتى تاريخه, ولعلها الميزة الوحيدة التي  يتميز فيها بني آدم عن بقية مخلوقات الأرض ، ولذلك  لا يبدو لي صفة الكائن الإجتماعي أعطيت للإنسان لأنه يعيش بشكل جماعي ، فالخيل والجمال والغنم والبقر والوحوش ... كلها تعيش بشكل جماعي ولا يقتل بعضها بعضاٍ فهي أكثر اجتماعية من البني آدميين
من أين إذاً جاءت تلك الصفة , ولماذا لم تطلق على غير هذا المخلوق العبقري في كل شيء وبالأخص في استنباط أنواع جديدة من القتل اليومي . ربما لأنه المجتمع الوحيد الذي  حول القتل إلى ظاهرة اجتماعية تستخدم وتسخّر آخر ما توصل إليه العقل البشري  في هذه الظاهرة وربما لسبب آخر لا أعلم مدى صحته ، فربما كانت التسمية قادمة من هنا : يقال بأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يملك الشعور والأحاسيس دون جميع الكائنات ، ولعل الشعور الأهم عند الإنسان هو الشعور بالفرح ، والشعور الأكثر تأثيراً عليه هو الشعور بالحزن
هل جربت وأنت تجلس في غرفة واحدة لا يشاركك فيها أحد وأنت بعيد عن أرضك وناسك أن تفرح ؟؟. وهل فرحت ؟؟؟؟؟؟؟
أو هل  أحزنك خبر وأنت في نفس المكان السابق حد البكاء وبكيت  وتذكرت وحدتك 
هل استنتجت أن الحزن والفرح شعور يحتاج لأكثر من شخص  أم هي أنانية الإنسان
هل رأيت حيواناً يشاهد جريمة قتل  بشرية ويهز رأسه وتصورته يقول  :  هه إنسان

2010/11/06


لم يطل ليلي ولكن لم أنم *** ونفى عنّي الكرى طيفٌ ألمّ
رَوّحي يا نفس عني واعلمي *** أنني يا نفس من لحمٍ ودم
تربع على السرير ، لا يعلم كم من الوقت سرقه فلم يعد للوقت قيمته السابقة ،كل شيء تغير أو يريد شاء أم لم يشأ ، توقفت عيناه على كيس صغير رائحته توحي بالضجر والحزن ، أمسكه من قعره وقلبه فتسربت منه الأدوية المختلفة ، تلقف النوع الأول ، حدق به كمن يحدق في كل تاريخه الذي مضى ، عاد ينظر من جديد في يده ، هه... كيف سيعرف أنه تناول منه قبل أن يحاول النوم أم لا ، ابتسم ، وتصور نفسه ممسكاً بزهرة الربيع يرمي بوريقاتها واحدة واحدة ، بتحبني ما بتحبني ، وصل سفح الوادي في المكان الشديد الإنحدار , وكان النهر يجري كثعبان كبير يسابق الزمن ، ضجيج العمال في الشارع أعاده إلى العلب ذات الرائحة التي تبعث الضجر والحزن في النفس ، نظر إليها باستخفاف واستحقار ،
جمعها كما يجمع المقامر الرابح أمواله من بين أوراق اللعب ، أعادها إلى كيسها ، لفه بعناية كأنه يغلقه على أفعى سامة ، ثم رماه إلى سلة المهملات بتأني لاعب كرة السلة وهو يسدد لتحقيق نقاط الفوز في آخر ثانية من المبارة ،
استلقى في سريره , أحس بنبضات قلبه تنتظم من جديد على وقع ( بتحبني ما بتحبني ) وعادت وريقات زهرة الربيع البيضاء تتطاير أمام عينيه المستسلمتين بخشوع المنتصرين .