بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/10/27

رثاء شيء كان ولم يكن



 دائماً له وقع مختلف وطعم مختلف متى كان زمانه وأين كان مكانه .... الموت 
 ودائما يكون بطرق مبتكرة خاصة إذا كان مكانه بين الماءين ،وزمانه  زمان النباح  والعواء والخواء , وحتى الموت الإلكتروني على الطريقة العربية
 أخوية ، لم تكن مكان لتجمع آرائنا وأفكارنا , كانت بديلاً لوطن 
 ابتعدنا عنه وبقينا عالقين في رماله المتحركة , بكبسة زر  أرى 
 بردى وأشم رائحة النعناع البري على ضفاف العاصي ,أسمع 
 الأوف من فلاحة ,أداعب ورق أيلول ,وأجلس في قهوة عالمفرق, 
 أراقب العشاق الذين احتلوا  مقاعدنا  فيها بعد أن نسِيَنا الزمان في 
آخر محطاته ، كانت أخوية صباحاتنا التي يتكتك فيها العصفور كل
 يوم رغم أنني كنت أطوّل سهرتي هناك , ولكن شيء ما يدفعني للإستيقاظ باكراً , لأقول  صباح الخير يا شام
بدلاً لغربة مشبعة بالنفط والغبار والخواء , جرعة من أكسير الأمل والفرح أرتشفها ساعة أشاء بكبسة زر , اختفت على الطريقة العربية   
ولكن  الدماء التي انتشرت لم تكن دماء القتيل , كانت دماء من نوع آخر ودموع  من نوع آخر أيضا .
صعب هو الموت , وأصعب منه الموت الجماعي . حتى ولو كان
الموت الإلكتروني , وحتى ولو كان القتلى من أمة احترفت القتل
 بأبشع أشكاله وبدون أسباب

أخوية لم تكن عالماً افتراضياً ؟؟؟؟!!!!! 
كانت عالماً  جميلا و بديلا لما نريد أن يكون وطن لنا 
 أخوية كانت مدرسة للحب والحوار والحياة ، تعلمت فيها ولم أتخرج منها ,لأن من يدخل أخوية يبقى طالباً رغم كل شيء , لأنه يتعلم في كل لحظة يدخل إليها
فجأة لحقت أخوية بكل  شيء فقدناه في أمة لم يتعود أبناؤها على 
التحكم بعواطفهم عندما يفقدون الأشياء الرخيصة , بعد أن فقدوا
 كل الأشياء الغالية
مشكور كل من ساهم بولادة أخوية  , وكل من ساهم بوجودها 
وتطورها , ومشكور كل من ساهم بقتلها وقتلنا  , لأننا تعودنا على 
الموت بكل أساليبه الحضارية والعربية , وتعودنا قتل الأفكار 
 والمشاعر
 ولا أستطيع إلا أن أقول كما قال شاعرنا الكبير بشارة الخوري

يا أمة غدت الذئاب تسوسها

غرقت سفينتها فأين رئيسها
غرقت فليس هناك غير حطائم
يبكي مؤبنها ويضحك سوسها
وما زلت بانتظار أن تولد أخوية من رمادهه كطائر الفينيق ربما هو حلم جماعي كالقتل الجماعي والموت الجماعي ، لا يحق لنا أن نحلم ، ربما نعم ، لأنه حتى اللحظة لم يشرع القانون مصادرة الأحلام  ولم يمنعها
أظن ذلك

هناك 4 تعليقات:

  1. صدقني لو الاوية باقية ما كنت فكرت فيها بهلطريقة .. لأنو كنت شفتها بواقعية ولأيا مستوى وصلتلو

    في مقولة ( بفتكر اسلامية .. ماني متأكد ) بتقول : ( اكرام الميت دفنه )
    والأخوية حالياً معززة مكرمة

    فكرك ليش مايكل جوردن اعتزل بزمناتو ؟ مو مشان يبقى ذكرى حلوة بذاكرة الناس ؟

    ردحذف
  2. غابي يعني برأيك نخليها ذكرى حلوة ، ما هيي اليوم ذكرى حلوة , وأمر واقع أنها ذكرى حلوة ، ألست أنت وبعض الأصدقاء ، من مكتسبات أخوية
    ملاحظة ( عخبرني شو أخبارك)

    ردحذف
  3. ماعدنا نسمع الاوف لا من فلاحة ولا من حضرية
    ضريبة الغربة -اننا نشعر بحاجة لوطن-ونظن ان الوطن هو سوريا
    ولكن سوريا لم تعد وطنا
    اصبحت تجمع بشري غوغائي
    هنا يسحقنا الكفيل
    وهناك يسحقنا العدم
    ولكن كلماتك تعطينا امل كبير
    بالناس لعل وعسى نستيقظ مبكرين لنستشق هواء الربيع الذي آثر الابتعاد عن اوطان الالهة
    لم تجاوبني بعد
    لماذا الالهة لاتظهر الا في بلاد القحط والجفاف

    ردحذف
  4. اسمح لي
    وانت المثقل بالمعلومات والتاريخ والقانون
    والموسيقا
    رغم ان دراستك الاكاديمية علمية بحتة
    -مشكلتنا الحقيقية بلقوانين التي لم تشرع

    نعم ياصديق الصباح لايحق لك ان تحلم
    هنا ابداع اجهزة الرقابة
    والا بماذا تفسر هذا التراجع امام ثفافة العدم التي تجتاح اقدم مدنية عرفها العالم
    بلادنا
    الشام
    اول حبة قمح زرعت
    واول كلمة
    واول بيت نظيف سكنه الانسان
    اين عشرة الاف سنة من الحضارة امام اجتياح الهواء الاصفر من الجنوب
    لان الاحلام ممنوعة ايضا
    يارفيق الصباح

    ردحذف