بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/11/06


لم يطل ليلي ولكن لم أنم *** ونفى عنّي الكرى طيفٌ ألمّ
رَوّحي يا نفس عني واعلمي *** أنني يا نفس من لحمٍ ودم
تربع على السرير ، لا يعلم كم من الوقت سرقه فلم يعد للوقت قيمته السابقة ،كل شيء تغير أو يريد شاء أم لم يشأ ، توقفت عيناه على كيس صغير رائحته توحي بالضجر والحزن ، أمسكه من قعره وقلبه فتسربت منه الأدوية المختلفة ، تلقف النوع الأول ، حدق به كمن يحدق في كل تاريخه الذي مضى ، عاد ينظر من جديد في يده ، هه... كيف سيعرف أنه تناول منه قبل أن يحاول النوم أم لا ، ابتسم ، وتصور نفسه ممسكاً بزهرة الربيع يرمي بوريقاتها واحدة واحدة ، بتحبني ما بتحبني ، وصل سفح الوادي في المكان الشديد الإنحدار , وكان النهر يجري كثعبان كبير يسابق الزمن ، ضجيج العمال في الشارع أعاده إلى العلب ذات الرائحة التي تبعث الضجر والحزن في النفس ، نظر إليها باستخفاف واستحقار ،
جمعها كما يجمع المقامر الرابح أمواله من بين أوراق اللعب ، أعادها إلى كيسها ، لفه بعناية كأنه يغلقه على أفعى سامة ، ثم رماه إلى سلة المهملات بتأني لاعب كرة السلة وهو يسدد لتحقيق نقاط الفوز في آخر ثانية من المبارة ،
استلقى في سريره , أحس بنبضات قلبه تنتظم من جديد على وقع ( بتحبني ما بتحبني ) وعادت وريقات زهرة الربيع البيضاء تتطاير أمام عينيه المستسلمتين بخشوع المنتصرين . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق