ما دفعني لإقتباس النص أدناه تحوّل معظم الناس في الوطن إلى حالة من الديكتاتورية العنيفة ، فريقان في الوطن يمارسان منتهى الديكتاتورية ، ويخسران ونخسر ويخسر الوطن ، الكل يملك الحقيقة الكاملة ، والكل على حق ، والباقي محقوق ، تمزّق العلم وتمزقت الخريطة وتمزّق الوطن ، وإن حاولت أن تفكر فأنت متهم من الطرفين ، رغم أنك تنتمي إلى الصامتين حين أصبح الصمت سيد المواقف
لن أعود لما قاله الشاعر نزيه أبو عفش ، أو ماقاله أصدقاء بسام القاضي من المعارضة المتشددة نفسها حين غيابه المفاجىْ بل سأدع نص الكاتب الكبير ممدوح عدوان يتحدث ونقارن ما يقوله بما يحدث على الأرض
لن أعود لما قاله الشاعر نزيه أبو عفش ، أو ماقاله أصدقاء بسام القاضي من المعارضة المتشددة نفسها حين غيابه المفاجىْ بل سأدع نص الكاتب الكبير ممدوح عدوان يتحدث ونقارن ما يقوله بما يحدث على الأرض
"إن مجتمعات القمع ، القامعة والمقموعة ، تولد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتوراً ، ومن ثم فإن
كل فرد فيها ، ومهما شكا من الإضطهاد ، يكزن مهيأ سلفاً لممارسة هذا القمع ذاته
الذي يشكو منه ، وربما ما هو أقسى وأشدّ عنفاً ، على كل من يقع تحت سطوته ، فالمثل
المحتذى متوفر أمامه كل يوم في من يضطهدونه ، وهو شاء أم أبى يرى فيهم ما يمكنه أن يقلده ، ولذلك فإن الوظف الهزء والمسخرة له أنياب لا
تقل حدة وإيزاءً عمّن يهزؤون منه ويسخّرونه
أو يسخرون منه ، ولا تظهر هذه الأنياب ، أنيابه ، إلّا حين تتاح له الفرصة للترقّي الوظيفي ، وحين يصبح آمراً على آخرين يستطيع أن يضرهم
وينفعهم "
النص من كتاب حيونة الإنسان للكاتب الكبير ممدوح عدوان