بحث هذه المدونة الإلكترونية

2013/02/15

شهداء الحب في عيد الحب في بلد الحب

شهداء الحب في عيد الحب في بلد الحب



 - من محردة ...
 تتغير فوراً  أحاسيس محدثك عندما يسمع جوابك لسؤاله المعتاد عندما بلتقي إثنان ببعضهما للمرة الأولى ، وغالباً ما تتلاحق أسئلة محدثك بتواتر سريع يريد معرفة المزيد عن لغز صعب يسمّى محردة ، وغالبا ما يكون السؤال الثاني
- كم عددكم ؟؟؟؟
- أقل من عشرين ألف  ,,,, 
 ( تعيرنا أنّا قليل عديدنا        فقلت لها إن الكرام قليل  )
تتغير ملامح محدثك غير مصدق أن هذه البلدة ، بل الضيعة ، التي تملأ الدنيا ،وتشغل الناس  لا يتعدى عدد سكانها العشرين ألفاً 
- بماذا تشتغلون  ، وكيف تعيشون  ؟؟؟؟
 في سوريا  من لم  يسمع بمحردة فليس من سوريا ، فمحردة ليست من أنجب غبطة البطريارك أغناطيوس الرابع هزيم رحمه الله  فحسب، وليست من أنجب غادة شعاع فحسب ، فكل أبنائها متميزين 
لن أطيل ،،، 
أين تقع بلدتك في سوريا إحكي لنا عنها ؟؟؟؟؟  كان السؤال الذي يتلوه علي الكثير عندما سافرت إلى الخليج ، وبالأخص ممن يعملون معي في من العرب والسعوديين 
أنظر إليهم أهز برأسي وأقول
- إيييه ، ماذا أقول لكم  ، أختصر الحديث ، أخاف أن يضحكوا إن كلمتهم عن متعة  الأشواك على أطراف ملعب الكرة وهي تنغرس في رجليك الحافيتين ، كيف أستطيع أن أختصر بلدتي بكلمات ... أصمت وتسقط منّي ابتسامة مع ذكريات جميلة 
في أحد الأيام  أخطأ أحد الزبائن حين ظن أنني من لبنان ، وبدأ بالثناء على لبنان واللبنانيين وحال بلادهم وذوقهم الرفيع وأنا أراقبه وجميع من في مكان العمل ينتظرون نهاية حديث  الخليجي الثري ، ليسمعو جوابي عليه . ولما انتهى قلت
- صحيح أنا من بلد هي الأجمل والأروع وسكانها من أفضل الناس علما وحسناً وذوقاً وأدبا ، ولكنني ليست لبنانياً  ، من ضيعة صعيرة في سوريا أظن بأنك لم تسمع بها من قبل يا سيدي 
نظر الرجل في عيني وكأنه يقرأ  عنواني في عينيّ وقال لي 
- لقد عرفتك من  لغتك  ألست من محردة 
وحين نطق الإسم وقف زملائي في العمل مدهوشين لذكره الإسم
  وحين غصصت وانحبست  في عيني الدموع ؛ تابع محدثي السعودي حديثه : أي بالله نيالك يا أخي على هالبلد ، شو هالبلد وشو هالناس ، يا ريت كان في متل محردة وأهل محردة  ، أنا بسافر إلى سوريا لروح لمحردة 
- أوف أوف أوف . قال أحد الموجودين فأجابه المتحدث 
- صدّق أن هذه البلد لو زرتها مرة لما نسيتها في حياتك . ونادى  ولده الصغير 
- أحمد .. تعال يا أحمد .. متى تبي ( تبغي ) تروح محردة 
 قفز الولد الصغير في الهواء فرحاً
- الحين الحين الحين 
وعلمت أن أخوال الصغير من حماة
ولأن محردة كذلك فهي مستهدفة من قبل من استهدفوا  أبا العلاء المعري ، فهم يحبون الظلام ويزعجهم النور
حزين أنا على زهور محردة التي قطفت قبل أوانها في يوم من أيام الحب ، آملاً أن تعود كل أيام سورياً حباً كأيام محردة
شهداء محردة في يوم الحب ، هم شهداء الحب
لأهالي الشهداء وأهالي محردة الصبر والسلوان ، والموت حقداً لناشري الحقد والقتل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق